راجع الكلمة الرئيسية المؤثرة التي ألقاها عثمان عمر على الموقع الإلكتروني YOLO Vision 2024 حول تحويل الصعوبات إلى فرص من خلال التعليم الرقمي والحلول المحلية.
في الفعالية السنوية المختلطة Ultralytics ، YOLO Vision 2024 (YV24)، اجتمع المبتكرون وأصحاب الرؤى في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) والرؤية الحاسوبية للتواصل وتبادل الأفكار. وبعيداً عن التكنولوجيا المتطورة، كان YV24 منصة رائعة لإجراء محادثات هادفة حول القيادة وبناء المجتمع وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تحدث فرقاً حقيقياً في المجتمع. إحدى هذه المحادثات الملهمة جاءت من عثمان عمر، مؤسس منظمة Nasco Feeding Minds، وهي منظمة مكرسة لتوفير الموارد التعليمية والتكنولوجيا للمجتمعات المحرومة في غانا.
في حديثه الذي حمل عنوان"قصة غيرت حياته"، تحدث عثمان عن رحلته المذهلة من قرية صغيرة في غانا إلى أوروبا. وتحدث عن الصعوبات التي عانى منها والمرونة التي استلزمها لتحويل تلك التحديات إلى فرص. وخلال حديثه، أكد على أن التعليم كان نقطة التحول بالنسبة له - فقد منحه الأمل والطريق إلى الأمام.
كانت قصته تذكيرًا قويًا بأنه حتى في مواجهة الصعوبات الهائلة، يمكن للتعليم وإتاحة الفرص أن يغير حياة الناس. في هذا المقال، سنلقي نظرة فاحصة على الكلمة الرئيسية المؤثرة التي ألقاها عثمان في مؤتمر YV24، والدروس التي شاركها، وكيف أن التكنولوجيا والتعليم الرقمي يغيران حياة الناس.
بدأ عثمان عمر حديثه بمشاركة قصص من طفولته في فياسو، وهي قرية صغيرة في غانا. وأوضح أن الحياة في القرية كانت مليئة بالتحديات. فقد توفيت والدته أثناء الولادة، وكانت التقاليد الثقافية تلقي باللوم على الطفل في مثل هذه الحالات. وعلى الرغم من ذلك، وقف والده، وهو شامان، إلى جانبه وحمايته ومنحه فرصة البقاء على قيد الحياة.
وتابع عثمان موضحًا أنه لم يكن من السهل الوصول إلى التعليم في قريته. فأقرب مدرسة كانت على بعد أميال، وكان عليه أن يمشي مسافات طويلة يوميًا لحضور الفصول الدراسية. ومع ذلك، بعد عامين فقط، اضطر إلى التوقف عن الدراسة للمساعدة في إعالة أسرته. وعندما بلغ الثانية عشرة من عمره، كان لا يزال غير قادر على القراءة أو الكتابة، لكن فضوله حول العالم ظل قويًا.
في التاسعة من عمره، خرج للمرة الأولى خارج قريته، وهي اللحظة التي فتحت عينيه على عالم خارج حدودها. أدرك أن هناك الكثير ليكتشفه. ازداد فضوله أكثر عندما رأى طائرة تحلق في السماء للمرة الأولى.
وقد روى هذه الحادثة قائلاً: "لم أستطع أن أفهم كيف يمكن لهذا الطائر المعدني أن يبقى في السماء، لكن سيارتي اللعبة لم تستطع حتى أن تتحرك من تلقاء نفسها".
وقد اشتعلت مخيلته عندما علم أن البيض صنعوا مثل هذه الآلات. وقد غذى هذا الإدراك حلمه بالوصول إلى أوروبا، المكان الذي تخيله كجنة.
وصف عثمان كيف أخذته رحلاته في نهاية المطاف إلى مدن أكبر، بما في ذلك أكرا، حيث واجه لأول مرة النشاط الصاخب للميناء. وأشار إلى أن السفن والشاحنات والحركة المستمرة كانت ملفتة للنظر. تحدث سائقو الشاحنات الذين قابلهم في الميناء عن ليبيا كبوابة لأوروبا. بدأ رحلته إلى ليبيا مستلهماً من قصصهم على أمل أن تقربه من هدفه.
انضم عثمان إلى مجموعة من المهاجرين الذين كانوا يسافرون عبر النيجر إلى الصحراء الكبرى بقيادة سائقي الشاحنات. روى عثمان كيف اتضح أن هؤلاء السائقين كانوا مهربين تركوا المجموعة بعد ثلاثة أيام فقط. تُركوا مع الحد الأدنى من الماء والطعام في واحدة من أقسى البيئات في العالم.
ووصف بوضوح تحديات المشي لمدة 19 يوماً في الصحراء. وقد أودت الحرارة الشديدة ونقص الموارد بحياة معظم أفراد المجموعة. فمن أصل 46 شخصًا بدأوا الرحلة، لم ينجُ سوى ستة أشخاص فقط، بمن فيهم عثمان.
بعد نجاته من الرحلة، أمضى عثمان أربع سنوات في ليبيا، حيث عمل في ظروف قاسية لتوفير المال اللازم للمرحلة التالية من طريقه. وقد تحدث بصراحة عن التمييز المنهجي الذي واجهه، واصفاً كيف أن هويته وخلفيته جعلته يشعر في ذلك الوقت وكأنه يعامل كعبد في ليبيا.
وعلى الرغم من هذه المصاعب التي لا هوادة فيها، إلا أن إصرار عثمان على الوصول إلى أوروبا وصنع مستقبل أفضل جعله يمضي قدمًا إلى الأمام. وقد مكنه تركيزه الثابت على حلمه من التغلب على أكثر اللحظات صعوبة.
على مدى السنوات الأربع التي قضاها عثمان في ليبيا، كان عثمان قد ادخر 1800 دولار أمريكي لمواصلة رحلته إلى أوروبا. ومع ذلك، عندما وصل إلى طرابلس، وقع في أيدي مهربي البشر مرة أخرى. وبعد أن عقد العزم على الوصول إلى ما تصور أنه الجنة، شرع في رحلة خطرة عبر تونس والجزائر والمغرب والصحراء الغربية وموريتانيا قبل أن يواجه خطر عبور البحر الأبيض المتوسط.
استغرقت رحلة العبور 48 ساعة طويلة في قارب صغير مكتظ بالركاب تضربه الأمواج الهائجة. وصل عثمان في النهاية إلى جزيرة فويرتيفنتورا في إسبانيا منهكاً جسدياً ونفسياً. كانت الرحلة مدمرة، خاصة عندما تذكر مئات الآخرين الذين غرقوا على طول الطريق. عند وصوله، تم احتجازه وقضى شهراً ونصف في السجن قبل نقله إلى ملقة حيث بدأت رحلته في أوروبا أخيراً.
في ملقة سأله المسؤولون عن المكان الذي يريد أن يعيش فيه. تذكّر أنه سمع عن فريق كرة القدم "برشلونة" وذكره كخيار له. قاده هذا القرار إلى برشلونة، حيث بدأت حياته في إسبانيا.
وصل عثمان إلى برشلونة في عام 2005. كان وحيداً في مدينة لم تكن مألوفة له على الإطلاق. لم يكن يتحدث الإسبانية ولم يكن يعرف القراءة أو الكتابة. كما لم يكن لديه المال لإعالة نفسه. ولمدة شهر تقريباً، عاش في الشوارع، يلقي التحية على الغرباء. تجاهله معظم الناس، مما تركه معزولاً وغير متأكد مما يجب فعله بعد ذلك.
تغير وضعه إلى الأفضل عندما لاحظته امرأة رائعة. قدمت له الطعام والمأوى والحب والإرشاد. منحه دعمها الاستقرار الذي كان يحتاجه في أيامه الأولى في برشلونة. وصف عثمان نقطة التحول هذه في حياته بأنه وُلد من جديد. فقد أتاحت له البدء في إعادة البناء والتعرف على قوة التعليم.
تحدث عثمان عن كيفية حصوله على التعليم لأول مرة في حياته، واصفًا إياها بالتجربة التي غيرت حياته حقًا. وقال: "أدركت أهمية التعليم وقوته". لقد أتاح له تعلم القراءة والكتابة فرصًا جديدة، ومنحه الثقة لتصور مستقبل أكثر إشراقًا ووضع أهداف أكبر.
وتحدّث عن كيفية تفكيره في المصاعب التي عانى منها، وبدلاً من اعتبارها انتكاسات، بدأ ينظر إليها كدروس شكلت هدفه. وبعد أن عقد العزم على إحداث التغيير، قرر استخدام تجاربه لإحداث تغيير. وتحول تركيزه إلى تحسين فرص حصول المجتمعات المحرومة على التعليم، مما يضمن عدم اضطرار الآخرين إلى مواجهة نفس المعاناة.
في عام 2012، أسس ناسكو فيدنج مايندز Nasco Feeding Minds لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة وخلق فرص للشباب في المجتمعات المحرومة في غانا. تركز مبادرة Nasco Feeding Minds على توفير المعرفة بدلاً من الحلول المؤقتة مثل المساعدات الغذائية. تزود المبادرة الطلاب بإمكانية الوصول إلى التعليم والأدوات الرقمية، وتمكينهم من بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ومجتمعاتهم.
يعمل برنامج ناسكو لتغذية العقول من خلال مساهمات المجتمع المحلي ويعتمد على الجهود الشعبية لإحداث تغيير هادف. يزود البرنامج الشباب بالمهارات التي يحتاجونها للنجاح دون مغادرة مسقط رأسهم. إن خلق الفرص المحلية يقلل من الحاجة إلى رحلات الهجرة الخطرة.
أنشأت شركة ناسكو لتغذية العقول 17 مختبراً لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في غانا، تخدم أكثر من 50 مدرسة ويستفيد منها أكثر من 6500 طالب سنوياً. تزود هذه المختبرات الشباب بالمهارات الرقمية المهمة، وتهيئهم لفرص أكبر ومستقبل أكثر إشراقاً.
كما يتم دعم المعلمين من خلال برامج التدريب التي تساعدهم على دمج الأدوات الرقمية بفعالية في فصولهم الدراسية، مما يضمن حصول الطلاب على أقصى استفادة من الموارد المتاحة.
ثم أطلق عثمان عمر بعد ذلك شركة ناسكو للتكنولوجيا بعد نجاحها في تغذية العقول. وقد اتخذ الخطوة التالية وساعد الشباب على تحويل التعليم إلى فرص عمل حقيقية. توفر ناسكو للتكنولوجيا التدريب في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال. وهي تمكن الطلاب من الانتقال من التعلم إلى بناء وظائف مستقرة. وأوضح عثمان أن ناسكو تيك تزود المشاركين بمهارات البرمجة وتطوير البرمجيات ودعم تكنولوجيا المعلومات. وقد صُممت هذه المهارات لتلبية متطلبات القوى العاملة العالمية.
تقدم ناسكو للتكنولوجيا برامج تركز على تطوير المهارات التقنية. تتيح هذه البرامج للخريجين العمل لدى الشركات الدولية مع البقاء في مسقط رأسهم. وقد ساعدت هذه المبادرة أكثر من 30 محترفاً في الحصول على وظائف في مجال علوم الحاسوب. ويعمل العديد منهم في شركات في إسبانيا بينما يعيشون في غانا.
تعزز ناسكو للتكنولوجيا دورة يقود فيها التعليم إلى الوظائف، والوظائف إلى التنمية المحلية. واختتم عثمان حديثه بالإعراب عن إيمانه بأن الشباب يستطيعون بالأدوات والتدريب المناسبين أن يزدهروا داخل مجتمعاتهم مع المساهمة في الاقتصاد العالمي دون مغادرة وطنهم.
تنطوي قوة التعليم، خاصة عندما يتم تعزيزه بالذكاء الاصطناعي، على إمكانات هائلة لتحويل المجتمعات. وتساعد تقنيات الرؤية الحاسوبية وغيرها من تقنيات الذكاء الاصطناعي المناطق المحرومة في التغلب على التحديات والوصول إلى فرص جديدة. يتيح الذكاء الاصطناعي في التعليم تجارب تعليمية مخصصة تلبي الاحتياجات الفردية، مما يجعل التعليم أكثر فعالية وسهولة في الوصول إليه.
على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي البصري تحويل هاتف ذكي أو جهاز لوحي بسيط إلى أداة تعليمية موثوقة. وباستخدام الرؤية الحاسوبية، يمكن لهذه الأجهزة التعرف على الأشياء أو ترجمة النصوص أو حتى توفير تجارب الواقع المعزز (AR). وهذا يسمح للطلاب في المناطق النائية بالتفاعل مع الدروس التفاعلية، مثل استكشاف نماذج ثلاثية الأبعاد للتركيبات البيولوجية أو حل مسائل الرياضيات مع التوجيه البصري خطوة بخطوة.
تجلب هذه القدرات موارد التعلم المتقدمة إلى المناطق التي لا تتوفر فيها الأدوات والمرافق التقليدية، مما يسد الفجوة بين التحديات المحلية والفرص العالمية.
تُظهر قصة عثمان عمر كيف يمكن للتعليم عند اقترانه بالتكنولوجيا أن يغير حياة الناس والمجتمعات. فمن خلال شركتي Nasco Feeding Minds وناسكو للتكنولوجيا، يساعد الشباب على اكتساب مهارات قيّمة والوصول إلى الفرص العالمية والمساهمة في اقتصاداتهم المحلية دون مغادرة منازلهم.
من خلال الجمع بين التعليم والتكنولوجيا، يمكننا معالجة التحديات من جذورها وخلق فرص جديدة للنمو والتنمية. ويُعد عمل عثمان تذكيراً ملهماً لكيفية قدرة التعليم على إلهام التغيير وبناء مستقبل أكثر إشراقاً للمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
ابق على تواصل مع مجتمعنا لمعرفة المزيد عن الذكاء الاصطناعي. تفضل بزيارة مستودع GitHub الخاص بنا للتعرف على تأثير الحلول المبتكرة مثل الذكاء الاصط ناعي في التصنيع والرؤية الحاسوبية في مجال الرعاية الصحية.